Friday, February 19, 2010


انتفاضة قلم

قلمي الذي اعتاد على الدخول إلى سراديب القلوب بحثا عن المشاعر التي تخبئها النفوس ليثيرها ويعلن عنها بقوة ،يقف عاجزا لا يقوى على التعبير عما بداخلي.

أنظر إليه بدهشة،كيف تستطيع التعبير عن مشاعر الآخرين وتقف عاجزا عن التعبير عن مشاعري الخاصة، أحاول أن أتلمس له الأعذار فربما أصابه الوهن وربما هي وسيلته الوحيدة للإعلان عن رفضه لموقفي.

يأبى قلمي أن يخط كلمة "اعتذار" ليس تكبرا منه، إنما ليقينه الشديد أن خطئي ليس بالشئ اليسير الذي يمكن الاعتذار عنه لذلك فقد باءت كل محاولاتي بالفشل ولم أعد قادرة على تطويعه للكتابة وكلما ضغطت عليه ليكتب ينقلب في وجهي ليشهر سنه في وجهي ويقذف بالحبر في وجهي.

"عفوا لا يمكنني أن أطاوعك، فما تريدين كتابته يتنافى مع قناعاتي

لقد دأبت على الدفاع عن المظلومين والمقهورين وقد اتخذت اليوم دور الظالم فلا أستطيع أن ألبي طلبك" قال قلمي وهو يبتعد عني رافضا حتى النقاش.

رمقته بنظرة ساخرة :" من تظن نفسك ، أنت مجرد وسيلة في يدي أطوعها كيف أشاء ،كيف تصورت أنك يمكن أن ترقى لمستوى الإنسان!!".

فطأطأ رأسه قليلا ثم قال:" أنا لا أنكر أنى اكتسبت أغلب قناعاتي منك، أنت الإنسان الوحيد الذي أتعامل معه لكن أسمحي لى بسؤال هل يمت ما فعلته للإنسانية بصلة ؟ غريب أمركم يا بني آدم تلونون الحقيقة كما تريدون وتجدون دوما المبررات لارتكاب أنكر الأفعال...

- من أين جئت بكل تلك القسوة تجاهي؟ قلت لك أني نادمة على ما فعلت وبإمكاني الاعتذار.

- وماذا نفعل باعتذارك ؟؟ أنت أعلم الناس بالجروح التي سببتها حماقتك.

- أعلم بشدة قسوة العمل الذي أقدمت عليه ولن أسوق المبررات ولكن ربما أحاول التخلص من عذاب الضمير..هل لديك حل لي؟

- ابتعدي فحسب ربما تستطيع الأيام أن تضمد الجروح التي تسببت فيها كما قررت الابتعاد في محاولة للاحتفاظ بالصورة الجميلة التي أحملها لك في قلبي.

3 comments:

Anonymous said...

رائع ابدااع سلمت اناملك

تمنياتي لكي بالتوفيق والنجااح

هذه زيارتي الاولى بمدونتك سعدت بالتجول بهاا

yomna said...

أشكرك رندا على المرور بمدونتي والتعليق الرقيق
أتمنى ألا تكون الزيارة الأخيرة :)

zezoo said...
This comment has been removed by the author.