Wednesday, December 17, 2008


نبتتي ومشاعرها المجففة




كانت بداية علاقتنا صدفة وسط كم الصدف التي نقابلها يوميا ، ،نبتة صغيرة في المشتل المجاور لبيتي جذبتني ،فقررت أن أحملها معي إلى المنزل لأتولى رعايتها تماما كما قررت أن أكون المسئولة الأولى عن شئون مشاعرها "لا تتعجبوا فقد تصورت أن للنبتة مشاعر مثلنا".

أتجول بداخلها طوال الوقت ،أشعر بمشاعرها وأحاسيسها حتى قبل أن تشعر هي بها ،أشعر بضيقها وأحاول التخفيف عنها كما تتلمس يدي وريقاتها وتمسح عنها ذرات التراب المتناثرة وتضيف عليها قطرات الندى السحرية.

أملك خريطة قلبها ..يمكنني التجول بدون قيد أو شرط في غرف قلبها وخاصة المغلقة منها .. أملك حق العبث بصناديق الذكريات القديمة التى لا تلبث أن تخرج ما بداخلها بلمسة مني.

شغلتني تلك النبتة لفترة ليست بالقصيرة، حاولت احتوائها بكل ما أملك من مشاعر لكنها للأسف وقفت صماء لا تستطيع أن تبادلني شيئا ، تحتاج لرعايتي وتثور إذا مر يوم دون أن أرويها

في البداية كانت سعادتي لا توصف بالمشاعر التي أرويها بها يوميا فقد ظننت لسنوات أننى لم أعد قادرة على العطاء وأن المشاعر قد نفدت ولم يبقى إلا أطلال.

لكن بعد فترة من العطاء، بدأت أدرك أنها لا تحمل لي أية مشاعر، مجرد شخص يوافيها باحتياجاتها ،دون أن تفكر للحظة واحدة في احتياجاتي وتوقعاتي منها، فترت علاقتنا ولم أعد راغبة في المواصلة ،فقد اعتادت دوما أن تراني صباح كل يوم أرويها وهي لا تحمل أي شئ بداخلها لي.

ابتعدت عنها لأيام وحاولت هي التظاهر بأنها لا تبالي لذلك وعندما أدركت أنها على وشك الموت، عادت في محاولة لإصلاح ما أفسدته لكن الأوان فات ،فقد اكتسبت أوراقها اللون الأصفر ،ولم أعد قادرة على إسعافها ولو حتى برشفة ماء...

ماتت نبتتي منذ فترة طويلة وطواها النسيان لكن مهما نسيتها فلن أنسى لها أنها جعلتني أكتشف نفسي من جديد.

2 comments:

mohamed said...

ممكن تكون النبتة صامته ولكن هي بتديها أعظم شيء وهو الأكسجين اللزم لحياته .. يعني هو بيوهبها مشاعرة واهتمامه ورعايته والنبتة منحته الحياة ذاتها

يمكن هو مل العطاء بدون مقابل ونسي أن مجرد عطائه للنبتة اللي ملكت مشاعرة هو عطاء لنفسه ودا اللي أكتشفه في الأخر أنها منحته الحياة وجعلته يكتشف نفسه من جديد
لكن من المستحيل ينسها أبدأ وينسى أروع مشاعر حسها في الوجود حتى لو محسش بالمقابل

zezoo said...
This comment has been removed by the author.