Friday, November 03, 2006


خروج شياطين الإنس والجن

لحظة واحدة تلك التي تفصل بين غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان وبين ليلة العيد ولكنها لحظة فاصلة فارقة شاهدة على تحول البشر من حالة إلى حالة مختلفة تماما وهي نفس اللحظة التي يترك فيها الشياطين محبسهم ليعودوا إلى ممارسة عملهم بكل همة ونشاط.

تلك اللحظة التي تفصل بين حالة من الخشوع والحرص على التقرب إلى الله وصوت القرآن يتردد في كل أرجاء البلاد وصلاة التراويح وتجنب كل ما يغضب الله وحالة من السلام تسود بين الناس بعضهم البعض والبعد عن سماع الأغاني والأفلام وربما المسلسلات.

ثم نشهد لحظة التحول السحرية السنوية في حياة البشر،ليتحول البشر من النقيض إلى النقيض وكأنهم قد علموا أن الله قد غفر لهم ما تقدم وما تأخر من ذنوبهم.

"رمضان خلص خلاص حط نقطة وابدأ من أول السطروكأن شيئا لم يكن وبلاش عقد ،ده حتى العيد فرحة".

مجرد أن انتهى آخر فطار في رمضان حتى انطلقت الأغانى والكليبات والأفلام معلنة خروج الشياطين من محبسهم حيث انقلبت فجأة خرائط التليفزيونات والفضائيات ربما احتفالا بخروج الشياطين.

وفى صباح العيد حيث يهرول الناس إلى المساجد لتأدية صلاة العيد فإذا بشاب وفتاة يجلسون في شارع أحمد عرابي بالمهندسين ويتهامسان بينما يداعب أصابعها.

قد نكون اعتدنا على رؤية مثل هذه المشاهد حتى أصبحت لا تلفت نظرنا أو تشغلنا كما اعتادنا أن نتحول في رمضان إلى شخصيات مختلفة ثم نعود إلى ما كنا عليه بعد رمضان لكن ما حدث فى هذا العيد فاق جميع التصورات والتخيلات ولازلت أعانى من حالة من الذهول والقرف الشديد لما قرأته في أكثر من مدونة .

وإليكم ما حدث في منطقة وسط البلد ما بين الساعة الثامنة والثانية عشرة مساءا حيث تجمع عدد كبير من الشباب أمام سينما ميامي وقاموا بخلع حديد شباك التذاكر وأخذوا يتحرشوا بأي أنثى تمر من أمامهم أيا كان مظهرها منقبة، محجبة ،ملابسها ضيقة أو ترتدي العباءة كل ذلك لا يفرق معهم في شئ .

وحاولت تلك الفتيات الهروب من هؤلاء الوحوش الذين يرتدون زي الآدميين ،فبعضهن اتجهن إلى الاختباء في بعض المحلات أو العمارات وقد نجحت احداهن في الوصول إلى تاكسي إلا أن هؤلاء الشباب ألتفوا حول العربة وسبوها بأفظع الشتائم لتنزل من التاكسي ولم ينقذها منهم غير ظهور فتاة أخرى وسعيهم وراءها .

وقد حاول بعض المارة تفريق هؤلاء الشباب بضربهم بالأحزمة إلا أن اللافت للنظر ضعف التواجد الأمنى الذين لم يستطيعوا أن يحموا تلك الفتيات.

أسئلة كثيرة تحيرني وتكاد تحطم رأسي ، أين أخلاق هؤلاء الشباب وأين دينهم ونحن لم نكد نودع شهر رمضان؟ كيف تغتصب بناتنا علنا في الطريق والأغلبية صامتة لا تفعل شئ والأمن في حالة سبات عميق .أين ذهبت النخوة والرجولة ؟

في ذات الوقت الذي يفجعنا فيه مفتي المسلمين في استراليا الشيخ تاج الدين الهلالي الذي يصرح بأن المرأة التي لا ترتدي الحجاب تصبح كاللحم المكشوف المتروك للزبالين!!

فهويوجه اللوم للنساء على اغتصابهن لتأتي هذه الحادثة لتكشف لنا أن المشكلة ليست مشكلة حجاب من عدمه إنما هي أزمة أخلاقيات ومجتمع يعانى من حالة انحدار كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله.

لك الله يا مصر ، حسبنا الله ونعم الوكيل...

No comments: