رجعالك يا اسكندرية

وأرجع واشتاقلك من تانى وأرجعلك وفي حضني أمانى وأنا مهما الدنيا تغربني انت اللى في حضنك أوطاني
لو لمحك قلبي بتنادي حرجع وحفوت الدنيا دي يا عشقي وزادي وزوادي مين غيرك عايش في كياني
يا مسامحة وقاسية وبريئة وبشوفك في العمر حقيقة يا شمس في أحلامي مضيئة في عيونك قدري وعنوانى
لو تايه بلاقيني معاكى وينور قمري في سماكي دأنا قلبي اتهجه وسماكي يا أميرة وعشقك رباني

دي كلمات أغنية لإيمان البحر درويش كنت دايما بسمعها وأنا مسافرة اسكندرية كل سنة عشان أقضي أجازة الصيف هناك بس المرة دي قعدت اسمعها من كتر اشتياقى لإسكندرية اللى بعدت عنها حوالى ثلاث أسابيع.
وعلاقتى بإسكندرية علاقة أظن أنه لايمكن وصفها بالكلمات وأحسست بذلك بشدة خلال إحدى المعارض التى كانت تدور حول مكان يسمى المسافرخانة وكان هناك رسام يصف علاقته بهذا المكان الذي عاش يرسم فيه لسنوات طويلة
ومدى انتمائه لهذا المكان.
وفوجئت بهذا الرسام يسألنى عن رأيى وتعليقي على هذه اللوحات ، فإذا بي اتحدث عن علاقة الانسان بالمكان الذي يعيش فيه فترات طويلة من عمره وأخذت أتحدث عن عشقى الشديد للإسكندرية وكيف اننى عندما اعود إليها أشعر وكأننى سمكة أعادوها إلى المياه مرة أخرى بعد فترة من الموات ، كأننى نبتة انتزعوها من جذورها ثم أعادوها مرة أخرى.
"بحس دايما وأنا داخلة اسكندرية وأنا رايحة ناحية البحر بشعور غريب أقل ما يوصف به أنه رائع
وأول ما أدخل بيتنا ،أخلع حجابي عشان أقف في الشباك وأشوف البحر اللى وحشنى اللى يامه شال همومى وأحزاني وعمره ما اشتكى".
آخر مرة روحت فيها اسكندرية ،مشيت في الشوارع اللى كنت بمشي فيها وأنا صغيرة ،الشارع اللى بيوصل من البحر لشارع بورسعيد وده كنت بمشي فيه كل يوم من أيام المدرسة ،الشارع ده في الشتا الناس بتمشى فيه بقوة الدفع الجبارة الهوا هو اللى بيمشيهم من غير ما يبذلوا أى مجهود .
ولو الدنيا بتشتى، استحالة حد يعرف يمسك شمسية فيه،وبعد كده تلاقى ممر من كتر ما مشيت فيه حاسة انى أنا اللى دوبت السلالم بتاعته، وفى آخر الممر كان هناك رجل يقف كل يوم على عربة فول وينادى بصوت عالى "يا كريم".

وبعد كده وبالتحديد في شارع بورسعيد ،تلاقى مدرستي اللى عشت فيها حوالى 13 سنة وجنب المدرسة تلاقي كنيسة كثيرا ما كان يقودنى فضولى إليها !!
وفي مرة دخلت بالفعل فقابلنى القس بابتسامة على وجهه ،وأخذ يحدثنى باللغة الفرنسية ويضحك معى .
رجعالك يا اسكندرية!!