Friday, June 23, 2006

خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين
أمل دنقل

أنت تسترخي أخيرا..

فوداعاً..
يا صلاح الدين.
يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
على إيقاعه المجنون.
يا قارب الفلين
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
وأدركتهم لعنة الفراعنة.
وسنة.. بعد السنة..
صارت لهم "حطين"..
تميمة الطفل وأكسير الغد العنين
(جبل التوباد حياك الحيا)
(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
مرت خيول الترك
مرت خيول الشرك
مرت خيول الملك -النسر.
مرت خيول التتر الباقين
ونحن جيلا بعد جيل - في ميادين المراهنه
نموت تحت الأحصنه!
وأنت في المذياع. في جرائد التهوين
تستوقف الفارين
تخطب فيهم صائحا:"حطين"..
وترتدى العقال تارة.
وترتدى ملابس الفدائيين
وتشرب الشاي مع الجنود
في المعسكرات الخشنه
وترفع الراية
حتى تسترد المدن المرتهنة
وتطلق النار على جوادك المسكين
حتى سقطت - أيها الزعيم
واغتالتك أيدي الكهنه!


(وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
(نازعتنى- لمجلس الأمن - نفسي!)

نم يا صلاح الدين
نم.. تتدلى فوق قبرك الورود...
كالمظليين!
ونحن ساهرون في نافذة الحنين
نقشر التفاح بالسكين
ونسأل الله "القروض الحسنة"!

فاتحةً:

آمين
.

No comments: